متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة اضطراب شائع في المعدة والأمعاء. وقد يكون مقلقا ومؤلما، وفي بعض الأحيان محرجا، لكنه ليس مهددا للحياة.
ومن تسميات هذا المرض
• متلازمة القولون المتهيج
• القولون العصبي
• متلازمة الأمعاء المتهيجة
• متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة
لا تعرف أسباب القولون العصبي، لكن المشكلة تنطوي على تشنجات غير طبيعية في عضلات جدران المعدة أو الأمعاء. والواقع أن الجدران العضلية تنقبض وترتخي بانتظام لتحريك الطعام في المعدة والأمعاء.
إذا كنت تعاني من تناذر تهيج الأمعاء، تكون الانقباضات أقوى، وتدوم لفترة أطول، فتجبر الطعام على التحرك في المعدة والأمعاء بسرعة أكبر.
ثمة احتمال أكبر بأن تتعرض لمتلازمة تهيج الأمعاء إذا كنت أنثى شابة، ولديك تاريخ عائلي من تناذر تهيج الأمعاء.
يدرس الباحثون ما إذا كان هذا التاريخ العائلي مرتبطا بعامل وراثي، أو بيئة مشتركة، أو الأمرين معا.
لحسن الحظ، إن تناذر تهيج الأمعاء لا يسبب التهابا أو تبدلات في الأنسجة، ولا يزيد من خطر تعرضك لسرطان القولون والمستقيم.
ويكتشف معظم الأشخاص أن العلامات والأعراض تتحسن حين يتعلمون السيطرة على المشكلة عبر التحكم الملائم بالغذاء وأسلوب العيش والتوتر.
أعراض القولون العصبي
تختلف كثيرا علامات تناذر تهيج الأمعاء وأعراضه، وتشبه غالباً علامات أمراض أخرى وأعراضها.
لكن العلامات والأعراض الأكثر شيوعاً تشمل:
• ألم البطن أو التشنج
• الإسهال أو الإمساك (وأحياناً حصول الأمرين معاً في نوبات متناوبة)
• الانتفاخ
• عسر الهضم
• الغازات
• المخاط في البراز.
رغم أن حركات الأمعاء تخفف الألم مؤقتا، إلا أنك قد تشعر وكأنك عاجز عن إفراغ أمعائك بشكل كامل. يصبح البراز رقيقا وشبيها بالأشرطة، ممزوجا بالمخاط أو قاسيا، أو عبارة عن حبيبات جافة.
مثل العديد من الأشخاص، قد تعاني من علامات وأعراض خفيفة فقط، لكن عند بعض الأشخاص، تكون هذه المشكلات معيقة.
يكون تناذر تهيج الأمعاء مشكلة مزمنة عادة، رغم مرور أوقات تكون فيها العلامات والأعراض أسوأ، فيما تتحسن أو تختفي تماما في أوقات أخرى.
مسببات تهيج الأمعاء الغليظة
لأسباب غير واضحة، إذا كنت مصابا بتناذر تهيج الأمعاء، فقد تتفاعل بقوة مع محفزات معينة لا تؤثر كثيرا في أشخاص آخرين. والواقع أن المسببات الشائعة لتناذر تهيج الأمعاء تشمل:
• الأطعمة: قد تتفاقم الأعراض عندما تتناول أطعمة معينة، منها الشوكولا والحليب. واعلم أنك إذا عانيت من التشنجات والانتفاخ بعد تناول مشتقات الحليب، أو الطعام المشتمل على الكافيين أو السكاكر الخالية من السكر، فقد تكون المشكلة عدم قدرتك على تحمل السكر أو اللاكتوز أو الكافيين أو محلي السوربيتول الاصطناعي.
• التوتر: يجد العديد من الأشخاص المصابين بالقولون العصبي أن أعراضهم تتفاقم أو تصبح أكثر تواترا في أثناء الأحداث الموتّرة، مثل التغيرات في الروتين اليومي، أو في أثناء المشاحنات العائلية. لكن، رغم أن التوتر قد يفاقم الأعراض، إلا أنه لا يسببها.
• الهرمونات: بما أن النساء عرضة مرتين أكثر من الذ كور لتناذر تهيج الأمعاء، يعتقد الباحثون أن التغيرات الهرمونية تؤدي دورا في هذه المشكلة. تجد العديد من النساء أن الأعراض تسوء حين تقترب دورات الطمث، أو أثنائها.
• أمراض أخرى: في بعض الأحيان، ثمة أمراض أخرى – مثل النوبة المزمنة من الإسهال الالتهابي (التهاب المعدة والأمعاء) – قد تسبب تناذر تهيج الأمعاء.
علاج القولون العصبي في المنزل
ثمة تعديلات بسيطة في أسلوب المعيشة قد توفر راحة من تناذر تهيج الأمعاء:
• جرّب الألياف: الألياف قد تكون نعمة ونقمة في الوقت نفسه. فرغم أنها تساعد على تخفيف الإمساك، إلا أنها قد تجعل أيضا الغازات والتشنجات أسوأ. لذا، فإن أفضل طريقة تتمثل في زيادة الألياف تدريجيا في غذائك على مدى أسابيع عدة.
ومن أمثلة الأطعمة التي تحتوي على ألياف نذكر الحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضار، والفاصولياء.
يفضّل بعض الأشخاص تناول مكملات الألياف التي تسبب غازات أقل، وكذلك انتفاخا أقل. تأكد من إدخال المكمل تدريجيا، واشرب الكثير من الماء كل يوم.
• تجنب الأطعمة تجنب المسببة للمشاكل: إذا كانت أطعمة معينة تجعل علاماتك وأعراضك أسوأ، فلا تأكلها.
والأطعمة المذنبة الأكثر شيوعاً تشمل الشوكولا، والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والصودا ، والأدوية المحتوية على الكافيين، ومشتقات الحليب، والمحليات الخالية من السكر مثل السوربيتول أو المانيتول.
واذا كانت الغازات مشكلة، فإن الأطعمة التي تحفز الأعراض تشمل الفاصولياء، والقرنبيط، والملفوف، والبروكولي. كما أن الأطعمة الدهنية قد تكون مشكلة.
• انتبه الى مشتقات الحليب: إذا كنت تعاني من عدم القدرة على تحمل اللاكتوز، جرب استبدال الحليب باللبن، أو استعمل منتج أنزيم يفكك اللاكتوز. قد يجدي نفعا أيضاً استهلاك منتجات
الحليب بمقادير صغيرة أو خلطها مع أطعمة أخرى.
لكن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى الامتناع تماما عن تناول مشتقات الحليب.
• تناول الطعام في اوقات منتظمة: فعدم حذف الوجبات، وتناول الطعام في الوقت نفسه كل يوم يساعدان على إبقاء عمل أمعائك منتظما.
إذا كنت تعاني من الإسهال، فإن تناول وجبات صغيرة ومتواترة قد يساعد على تخفيف النوبات. واذا كنت تعاني من الإمساك، فإن تناول الأطعمة الغنية بالألياف يساعد على تحريك الطعام في أمعائك.
• اشرب الكثير من السوائل: الماء هو الأفضل. فالمشروبات المكربنة أو المحتوية على الكافيين قد تجعل الأعراض أسوأ.
• مارس التمارين بانتظام: فالتمارين الرياضية تحفز الانقباضات المعوية الطبيعية وتساعد على تخفيف التوتر.
إذا كنت غير نشط في الآونة الأخيرة، فابدأ ببطء وتدريجيا.
واذا كانت لديك مشاكل طبية، راجع طبيبك قبل الشروع في برنامج للتمارين.
• جرب النعناع : في بعض الدراسات، تحسنت أعراض تناذر تهيج الأمعاء كثيرا عند الأشخاص الذين تناولوا كبسولات النعناع. لكن، في دراسات أخرى، لم تظهر أي فائدة.
يحتوي النعناع على المنتول، الذي يعتقد أنه يرخي عضلات المعدة ويسرع مرور الطعام عبر المعدة.
• تناول اللبن وانوع البروبيوتيك الأخرى: البروبيوتيك أطعمة تحتوي على بكتيريا جيدة، ومماثلة لتلك الموجودة بصورة طبيعية في جسمك. والبكتيريا الجيدة تساعد على الحفاظ على توازن الكائنات المجهرية في أمعائك.
البروبيوتيك تشمل اللبن، والميسو، والتمبه، وبعض أنواع العصير ومشروبات الصويا. إنها متوافرة على شكل مكملات.
المساعدة الطبية
بما أن أعراض متلازمة تهيج الأمعاء قد تحاكي أعراض مشكلات طبية أكثر خطورة، مثل السرطان، ومرض المرارة والقرحات، راجع طبيبك إذا لم تفدك إجراءات الرعاية الذاتية خلال أسبوعين.
قد تحتاج إلى الخضوع لتحاليل إذا حصلت الأمور التالية:
• استهلال جديد للمرض بعد عمر 50 عاما
• فقدان للوزن
• نزف من المستقيم
• ارتفاع في الحرارة
• غثيان أو تقيؤ متكرر
• ألم في البطن (خصوصا إذا لم ترحه حركة الأمعاء تماما)
• إسهال مستمر.